Home Ads

الأربعاء، 27 يناير 2021

«وردة فى حقل الصبار».. رواية تسرد تاريخ القمع فى الحب والحياة

 تأتي رواية "وردة في حقل الصبار " للكاتب الروائي محمد مصطفي عرفي، والصادرة عن دار كنوز للنشر والتوزيع في 272 صفحة من القطع المتوسط.





الرواية تدور أغلب أحداثها ما بين تركيا ورام الله وتل أبيب، والتي تبدا أحداثها عام 1987 وتستمر حتى عام 2016، يسرد الروائي محمد مصطفي عرفي تفاصيل واقع اليهود الأتراك في تركيا، يمثلهم الشاب إبراهام، والذي يتطلع في الهجرة إسرائيل عبر اقترانه بملكة جمال إسرائيل "راخيل جلعادوفيتش "، يستقر إبراهام مع راخيل فى تل أبيب، وينجب منها روني ودانيال، في المقابل لعائلة إبراهام، عائلة "البكري" أبو مروان.

يأخذنا الكاتب فى رحلة عبر سرد تفاصيل الحياة بين مجتمعين متناقضين، عائلة البكرى بكل تاريخة ومهادنتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وعائلة"إبراهام ورخيل" بكل ما تحمله من جذوة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، والبحث عن ما يربطهم بدء من اللغة وصولًا للدين، ومن قبلهم الخوف والقلق حول مصير استمرار فكرة الفناء، هى تلك الفكرة التي تطاردهم طول الوقت.

سرب الروائي ما يحمله المجتمع الإسرائيلي "الكيان الصهيوني"، من تعدد عرقي، ولم يفته الإشارة إلى أن ثمة عصبية دينية، منها نظرة اليهود الغربيين إلى الشرقيين بالدونية.

نجح الروائي محمد مصطفي عرافي، أن يجعل القاريء في حالة ترقب يتبعها نظرة قاسية لعائلة البكري من "فلسطينى عرب 48"، ولكل ما تحمله من نزوع للسلام مع الكيان الصهيوني، وفي نفس السياق قدم الروائي واقع ما يجري عبر إشارات لواقع الصراع العربي الإسرائيلي، وعلاقات التواصل الاضطراري للفلسطينين مع الكيان الصهيوني، منها ما يتعلق بالعمل والأوراق الثبوتية، وكذلك السفر من مكان لأخر.

يقول بكري: "هذا الصراع النفسي ومألاته وآلامه هي ما دفعني إلى إرسال مروان إلى عمان لدراسة الطب، أردته ألا ينغرس في حمى تساولات لا تنتهي عما يجب ومالا يجب فعله.. هل نعيش في كنف المحتل تلافيًا لإجرامه، أم ننحو نحو البطولة والفداء مثل عائلات البرغوثي وعشراوي وغيرها ؟.. خشيت وارتعدت على مروان من أن يقع في شراك تجنيد أي من جماعات المقاومة كحماس أو الجهاد أو حتى الجبهة الشعبية، إن هو التحق بجامعة فلسطينية ؟.. هو بطبعه عصبي المزاج سريع الغضب ويميل كثيرًا نحو التدين، ويمكن لتلك الجماعة أو ذلك التنظيم أستقطابة بسهولة سواء تحت شعارات دينية مثل الاستشهاد والجنة ودعاوى وطنية مثل المقاومة وتلبية نداء الكفاح.. خشيت من هؤلاء وأولئك على وحيدي ودنياي، فلا أريده أن أراه يومًا جثة مكفنة في علم فلسطين يحملها زملاؤه ويتبعها الآلأف من المشيعين لينقضي عرس الجنازة بعد يوم أو يومين أو ثلاثة.. لأتجرع بعدها بمفردي مرارة الألم وقسوة الفراق ولوعة حزن أبدي لا تنقضي آهاته ولا تنفذ زفراته.. لا.. لا أريد أن أكون أبو البطل"أبو الشهيد".

ينتقل الروائي ليسرد تفاصيل عودة" مروان" بعد انتهائة من دراسته للطب بعمان وتحصله على المركز الأول، ليعود ويطلب الالتحاق بالجامعة بإسرائيل، ذلك الطلب الغريب والغير متوقع بالنسبه لوالده، ليوافقه الرأي ويعمل على تحقيق مطلبه ويشتغل باحدى المشتشفيات التابعة للكيان الصهيوني.

من هنا يدخلنا الروائي إلى قلب الرواية "قصة الحب بين الشاب المسلم والفتاة اليهودية" بالطبع إنها قصة قديمة واستهلكت عبر الدراما، وعبر الرواية نموذج رواية إحسان عبد القدوس "لا تتركوني هنا وحدي".. تنتهى قصة الحب بالإبعاد القصري لكلاهما، ونكتشف أن "البكري" رغم كل ما كان يظهره من خضوع ومجراه للكيان الصهيوني، هو عضو قيادي في إحدى حركات التحرير والدفاع عن الأراضي المحتلة.

وتنتهي الرواية باستشهاد الأب عقب عمليه أبعاد ابنه "مروان"، وينتهي المطاف بالفتاة اليهودية دانيل لتصيح إحدى عضوات الجمعيات اليسارية المناهضة للاحتلال.

جدير بالإشارة ان محمد مصطفي عرفي، كاتب وروائي ودبلوماسي، له العديد من المؤلفات والقصص والكتابات الأدبية والسياسية باللغتين العربية والإنجليزية، وحاصل على درجتي ماجستير ودكتوراه من لندن، قدم رواية "دموع ما تريوشكا" 2017، ورواية "الحب في لندن " 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سامبوك

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل الخارجي للنص أو شكل توضع الفقرات في.الصفحة التي يقرأها. ولذلك يتم استخدام طريقة لوريم إيبسوم لأنها تعطي توزيعاَ طبيعياَ -إلى حد ما- للأحرف عوضاً عن استخدام "هنا يوجد محتوى نصي، هنا يوجد محتوى نصي" فتجعلها تبدو (أي الأحرف) وكأنها نص مقروء




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *